منتدى المسلسلات العربية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى المسلسلات العربية

أهلا بك من جديد يا

    خلق الصبر....!

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 13
    تاريخ التسجيل : 26/10/2011

    خلق الصبر....! Empty خلق الصبر....!

    مُساهمة  Admin السبت أكتوبر 29, 2011 7:37 pm

    خلق الصبر


    الإيمان نصفان: نصفٌ صبرٌ، ونصفٌ شكرٌ. والصبر هو حبس النفس على ما تكره؛
    فيمْتثل الإنسان لأوامر الله ، ويجتنب ما نهى الله عنه، ثم يُقابل ما
    يصيبه من مصائب وشدائد بنفس راضية، فالصبر يكون بحمل النفس على الطاعة لله
    تعالى، وبحبسها عن المعاصي، وبتحمّلها لمختلف المصائب.

    والصبر يعتمد على حقيقتيْن؛ أولاهما: تتعلَّق بطبيعة الحياة الدنيا، فهي دار امتحان وتمحيص، وليست بدار جزاء. يقول الله تعالى: ...

    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ
    وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 153]. والحقيقة
    الأخرى: تتعلَّق بطبيعة الإيمان، قال تعالى: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ
    يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ، وَلَقَدْ
    فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ
    صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت:2،3].


    لقد وصف الله تعالى كثيراً من أنبيائه بالصبر، وتحمُّل الأذى من أجل
    الدعوة إلى الله، فقال تعالى: (وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ
    كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُم
    مِّنَ الصَّالِحِينَ) [سورة الأنبياء:85-86]. وقال الله تعالى: {فَاصْبِرْ
    كَمَا صَبَرَ أُوْلُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} [الأحقاف:35]. وقال تعالى
    عن نبيه أيوب: {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ
    أَوَّابٌ} [ص:44]


    فضل الصبر:


    أعد الله للصابرين الثواب العظيم والمغفرة الواسعة، يقول الله
    تعالى:{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}
    [الزمر:10]. ويقول صلى الله عليه وسلم: (ما يصيب المسلم من نَصَبٍ (تعب)
    ولا وَصَبٍ (مرض)، ولا هَمّ ولا حَزَنٍ ولا أذى ولا غَمّ، حتى الشوكة
    يُشَاكُها، إلا كفَّر الله بها من خطاياه) [متفق عليه].


    فالصابرون هم أهل الإمامة في الدين، قال تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ
    أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا) [السجدة:24]

    ثم إن الصابرين يضاعف لهم الأجور، قال تعالى: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَاب) [الزمر:10]


    وما أجمل أن تكون جائزتهم الجنة، قال تعالى: (إِنِّي جَزَيْتُهُمُ
    الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ) [المؤمنون:111]

    وبصبرهم ظفروا بِمَعِيّةِ الله سبحانه وتعالى لهم، قال تعالى: (وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِين) [الأنفال:46]

    ثم حصدوا نتيجة صبرهم هذا على محبة من الله، قال تعالى: (وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) [آل عمران:146]


    أنواع الصبر:


    1. الصبر على الطاعة: فالمسلم يصبر على الطاعات؛ لأنها تحتاج إلى جهد
    وعزيمة لتأديتها في أوقاتها على خير وجه، والمحافظة عليها. يقول الله تعالى
    لنبيه صلى الله عليه وسلم: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ
    رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} [الكهف:28]،
    ويقول تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا}
    [طه:132].

    الصبر عن معصية الله: وهذا يحتاج إلى
    صبر عظيم، وإرادة قوية، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حفت الجنة
    بالمكاره، وحفت النار بالشهوات"
    الصبر على امتحان الله:
    فإذا استحكمت الأزمات، وتعقدت حبالها، وترادفت الضوائق، وطال ليلها،
    فالصبر وحده هو الذي يُشِعُّ للمسلم النور، فعلى المسلم أن يوطن نفسه على
    احتمال المكاره دون ضجر.

    الصبر المكروه:


    والصبر المكروه هو الصبر الذي يؤدي إلى الذل والهوان، أو يؤدي إلى
    التفريط في الدين أو تضييع بعض فرائضه، فإذا كان المسلم قادرًا على دفعه أو
    رفعه أو كان فيه ضرر بالشرع فصبره حينئذ لا يكون مطلوبًا ولا مقبولاً. قال
    الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي
    أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي
    الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ
    فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً}
    [النساء:97].


    الأمور التي تُعِينُ على الصبر:

    معرفة أن الحياة الدنيا زائلة لا دوام فيها.

    معرفة الإنسـان أنه ملْكُ لله -تعالى- أولا وأخيرًا، وأن مصيره إلى الله تعالى.

    اليقين بأن نصر الله قريب، وأن فرجه آتٍ، قال تعالى: {فإن مع العسر يسرًا. إن مع العسر يسرًا}

    التيقن بحسن الجزاء عند الله، قال تعالى: {ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}

    استعانة المؤمن بالله وشعوره بأن الله معه، وأنه في رعايته. قال الله تعالى: {واصبروا إن الله مع الصابرين}

    الابتعاد عن الاستعجال والغضب وشدة الحزن واليأس من رحمة الله؛ لأن كل ذلك يضعف من الصبر والمثابرة.

    الاقتداء بأهل الصبر، والتأمل في سِيَر الصابرين وما لاقوه من ألوان البلاء والشدائد، وبخاصة أنبياء الله ورسله.


    الإيمان بقدر الله، وأن قضاءه نافذ لا محالة، وأن ما أصاب الإنسان لم يكن
    ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه. قال تعالى: {ما أصاب من مصيبة في الأرض
    ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير. لكيلا
    تأسَوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم} [الحديد: 22-23].



      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 16, 2024 9:03 pm